- بقلم: شاكر فريد حسن
تقفز الأحداث من جديد في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة إلى الواجهة، بعد ان أعاد عضو الكنيست اليميني المتطرف ايتمار بن غفير افتتاح مكتبه في الحي كخطوة استفزازية وسط حماية شرطة الاحتلال، وما تلا ذلك من اقتحام المستوطنين للحي ما أدى إلى تجدد الاشتباكات والمواجهات بين المقدسيين من جهة وجماعات اليمين وقوات الاحتلال من جهة أخرى.
وفي حقيقة الأمر أن التصعيد الاحتلالي الاستيطاني في الشيخ جراح، الذي يكتسب أهمية استراتيجية كونه ملاصق لحدود الرابع من حزيران العام 1967، يأتي في إطار التطهير العرقي ولفرض وقائع جديدة على الأرض سعيًا لتغيير هوية وطابع مدينة القدس العربي الإسلامي، وتدمير البنى الثقافية والاجتماعية والاقتصادية لشعبنا الفلسطيني، وإجهاض الكفاح الوطني التحرري، وتصفية وقبر الحق الفلسطيني المشروع.
ومما لا شك فيه أن لدى اليمين الإسرائيلي مصلحة في توتير الأجواء في القدس وفي الشيخ جراح تحديدًا، في ظل الدعم المتواصل من الحكومة الإسرائيلية الحالية، ومن غير المستبعد أن تصل الأمور إلى مواجهة عسكرية بين المقاومة في غزة كخيار أخير في ظل التعنت الإسرائيلي واستخدام الوسطاء لتحييد جبهة غزة عما يجري في القدس والشيخ جراح بالذات.
إن قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين يواصلون تماديهم واستفزازاتهم لعدم وجود رادع لهم سواء على الصعيد الفلسطيني، باستثناء المقدسيين الذين يتصدون لقطعان وعصابات المستوطنين بصدورهم العارية، أو على الصعيد العالمي باستثناء بيانات الشجب والاستنكار التي لا تعيرها المؤسسة الصهيونية الحاكمة أي اهتمام.
وأمام هذا الواقع الذي هدفه التطهير العرقي لأهالي حي الشيخ جراح وغيره من الأحياء، ليس أمام الفلسطينيين سوى الصمود والمقاومة والمواجهة بشتى السبل، وفي مقدمتها المقاومة الشعبية رغم ضعف الرد الرسمي من قبل سلطة محمود عباس والتطبيع العربي الذي يضعف الموقف الفلسطيني، والالتفاف الشعبي والجماهيري مع أهالي الحي من شأنه أن يوقف تطرف الحكومة الإسرائيلية ومستوطنيها.
المطلوب تحرك المجتمع الفلسطيني بأكمله والمجتمع الدولي بخطوات عملية وعلى أرض الواقع لإنقاذ مدينة القدس قبل فوات الأوان، فالقدس بحاجة إلى دعم صمود أهلها وإنقاذها من براثن الاحتلال البغيض.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت