- المحامي علي ابوحبله
الذكرى السادسه والخمسون لنكسة الخامس من حزيران ٦٧ ذكرى هزيمة العرب أمام إسرائيل وقد أدت إلى احتلال أراضي ثلاث دول عربيه .
احتلت إسرائيل خلال حربها في الخامس من حزيران عام 67 الضفة الغربية وقطاع غزه لتستكمل مشروعها الاحلالي الاستيطاني باحتلال واغتصاب كامل فلسطين ، واحتلت سيناء المصرية وهضبة الجولان في حرب خاطفه
نكسة الخامس من حزيران 67 لم يستسلم فيها النظام العربي للهزيمة وقبل بالتحدي ورفع شعار استمرار المقاومة والصمود والتحدي للعدوان الإسرائيلي ورفض الإقرار بالهزيمة والقبول بشروط المنتصر بالحرب و رفع " الرئيس الراحل جمال عبد الناصر" ( شعار ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة )
عقد مؤتمر الخرطوم عقب هزيمة حزيران 67 وخرج المؤتمرين العرب بلاءات ثلاث " لا صلح لا استسلام لا اعتراف بإسرائيل " ، وخرجت جماهير ألامه العربية تعلن رفضها للهزيمة .معلنة الصمود والتحدي والتصدي للعدوان الإسرائيلي ، استمرت حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية واستمرت جهود إعادة بناء الجيش العربي المصري والجيش العربي السوري استعدادا للمواجهة القادمة ، انتقل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى جوار ربه قبل أن يتحقق حلمه في إزالة عار الهزيمة ، تغير الكثير من مفهوم الصراع مع إسرائيل مما أرسى مبادئه الرئيس الراحل عبد الناصر ، انقض الرئيس السادات على رموز الناصرية وغير من مفاهيم الصراع مع إسرائيل وقام بانقلاب ابيض على الناصرية ومبادئها
حرب تشرين 73 غيرت من مفاهيم استراتجيه الصراع مع بعد أن استعادت الهيبة العربية واثبتت الحرب أن الجيش الإسرائيلي قابل للهزيمة
أعادت حرب تشرين 73 للامه العربية كرامتها وبدلا من استثمارها والبناء على نتائجها وتداعياتها على الكيان الصهيوني وحلفائها واعتماد استراتجيه تقوم على التحرر من الهيمنة الامريكيه الغربية على العكس من ذلك فان نهج الرئيس الرئيس السادات وفتح قنوات اتصال مع امريكا ادى الى تكريس الهيمنة الامريكيه والخضوع للاملاءات الامريكيه الصهيونية لفرض شروط التسويه مع مصر وخروجها من معادلة الصراع مع اسرائيل
حرب تشرين ٧٣ من تداعياتها خروج مصر من الصراع مع إسرائيل و بداية عهد الانهيار العربي ليثبت فيما بعد عجز النظام العربي من استغلال الانتصار الذي تحقق في حرب اكتوبر ٧٣ واستثمار الموقف لبناء قوة عربيه رادعه وتحول الانتصار الى خذلان واتخذ مسار الاحداث منحى مغاير هو اقرب منه للهزيمة من الانتصار ، الرئيس السادات نحى بال استراتجيه المصرية منحى هو اقرب للهزيمة منه للانتصار ، سارع للقبول بوقف إطلاق النار وقبل بفصل القوات في سيناء مما انعكس قراره وموقفه على القوات السورية التي دخلت إلى عمق الأراضي في طبريا مما اضطرها الموقف المصري للتراجع والقبول بوقف إطلاق النار .
شكلت حرب تشرين 73 علامة فارقه في الصراع مع إسرائيل وذلك بالدخول في مفاوضات سلميه أدت إلى اتفاقية كامب ديفيد وعقد معاهدة صلح بين مصر و إسرائيل والاعتراف بها وإقامة علاقات دبلوماسيه مع الكيان الإسرائيلي
ارست معاهدة كامب ديفيد مرحله من مراحل الانهزام العربي أمام المخطط الصهيوني وكانت بمثابة الخنجر في ظهر ألامه العربية .
زيارة السادات للقدس كانت الانقضاض على لاءات الخرطوم وسقطت اللاءات الثلاث وتم الاعتراف بإسرائيل وأقيمت العلاقات الديبلوماسيه بين القاهرة وتل أبيب .
موقف السادات أثار حفيظة الدول العربية الراديكالية الرافضة لعملية الاستسلام وعقد معاهدة سلام مع الكيان الإسرائيلي .
عقد مؤتمر بغداد تم قطع العلاقات مع القاهرة وتقرر نقل مقر ألجامعه العربية من القاهرة إلى تونس ، استمرت إسرائيل بعدوانيتها واجتاحت الجنوب اللبناني ووصلت على أبواب العاصمة اللبنانية بيروت وبقيت المقاومة الفلسطينية واللبنانية عنوان العرب والفلسطينيين ومطمح طموحاتهم في استمرار مقاومة المخططات الاسرائيليه التوسعية وعلى الرغم من ترحيل قيادة المقاومة من بيروت إلى تونس بموجب اتفاق أمريكي صهيوني لم يستسلم النظام الراديكالي العربي وبقي في غالبيته مقاوم للمخطط الأمريكي الصهيوني .
استمرت مقاومة الفلسطينيين واللبنانيين الذي اسقطوا اتفاق بشير الجميل مع الإسرائيليين ٨٢ واخرجوا قوات المار ينز من بيروت وبقيت واستمرت المقاومة .
بدأ عهد الاستسلام والخنوع للنظام العربي وتدافع العديد من الانظمه العربيه لفتح المكاتب التجارية والديبلوماسيه مع إسرائيل ، مما اضطر الفلسطينيون بفعل الضغوط الممارسة على قيادة منظمة التحرير للتوصل إلى اتفاقية اوسلوا .
انفرط عقد الدول الراديكالية العربية وانبطح النظام العربي أمام إسرائيل بعد ضرب العراق ومحاصرته و كانت اتفاقية وادي عربه مع الأردن والاعتراف المتبادل وإقامة العلاقات الديبلوماسيه ما بين الأردن وإسرائيل واعترفت اريتريا بإسرائيل وفتحت سفارة لإسرائيل في اريتريا
تخلى العرب عن لاءات الخرطوم الثلاث التي اقرها مؤتمر الخرطوم ، قبلوا بالاستسلام والخنوع بالهرولة نحو إسرائيل رغم استمرار احتلالها للأراضي العربية والفلسطينية وقبلوا على انفسهم عار الهزيمه
مقاومة الشعب اللبناني للاحتلال الإسرائيلي مكنته من تحرير جنوب لبنان مما اضطر قوات الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من لبنان في عام 2000 والإبقاء على مزارع شبعا تحت الاحتلال .
لم يستسلم لبنان للمخططات الاسرائيليه وبقي على مقاومته وصموده في وجه الضغوطات رافضا الإقرار والاعتراف في إسرائيل
في حين هرول العرب لاستجداء السلام وكانت المبادرة العربية للسلام التي اقرها مؤتمر بيروت ورفضت حكومات اسرائيل جميعها القبول و التعاطي مع المبادره
أعطى النظام العربي المشروعية للحرب الامريكيه 2003 لاحتلال بغداد واستسلم النظام العربي للمخططات الامريكيه الصهيونية المعدة للمنطقة ، وكانت أحداث سبتمبر علامة فارقه من علامات الخنوع والاستسلام للمخطط الأمريكي وانخرط النظام العربي في المؤامرة الامريكيه الصهيونية تحت مسمى محاربة الإرهاب .
اجتاحت القوات الاسرائيليه المحتلة عام ٢٠٠٣ مدن الضفة الغربية وحوصر الرئيس الشهيد ياسر عرفات في ألمقاطعه إلى أن اغتيل مسموما ، وكانت حرب تموز ٢٠٠٦ على لبنان وانقسم العرب فيما بينهم حول أسباب الحرب ومسبباتها ووصفوا حزب الله بالمغمور وكان انتصار المقاومة في لبنان عنوان للتصدي للحرب الاسرائيليه وارست علامة فارقه في الصراع مع إسرائيل وعرى صمود المقاومة النظام العربي وتحرك الشارع العربي ضد الانظمه العربية المستسلمة الخانعة للاملاءات الامريكيه ، لم يقف المخطط المرسوم للمنطقة عند الوضع العربي الراهن بل استمر التآمر الأمريكي الصهيوني الهادف إلى تكريس الانقسام الفلسطيني وفصل قطاع غزه عن الضفة الغربية وكان عدوان 2008 على قطاع غزه تبعة عدوان 2012 وعدوان ٢٠١٤ و٢٠٢١ و٢٠٢٣ ولم يتوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في ظل استمرار إسرائيل بإجراءاتها التهويديه للقدس ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى والامعان في سياسة الاستيطان في ظل وضع عربي يشهد تغيرات تحت مسمى ثورات الربيع العربي لتعم فيه الفوضى والحرب والاقتتال من سوريا إلى لبنان إلى اليمن إلى المغرب العربي ووصولا إلى مصر
تمر الذكرى السادسة والخمسون للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ، والقضية الفلسطينية تمر في اخطر ما مرت به من تآمر يستهدف الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية ، ذكرى النكسة لهذا العام يضعنا أمام وضع عربي قبل بالاستسلام والهزيمة وتخلى عن لاءات الخرطوم وان هذا الوضع المتردي للنظام العربي بات يتهدد ألامه العربية جميعها ويتهدد امنها واستقرارها والهيمنة على مقدراتها في ظل الهروله والتطبيع المجاني مع الاحتلال وعقد الاتفاقات مع الكيان الصهيوني وفق ما بات يعرف اتفاقات ابراهام للتطبيع بين الامارات والبحرين والمغرب والسودان حيث انقلب قادة الانقلاب العسكري في السودان على لاءات الخرطوم
أن لم يبادر العرب التحلل من قيود اتفاقات كامب ديفيد واتفاقات السلام مع إسرائيل والتحلل من اتفاقات ابرهام جميعها أوصلت الحال العربي إلى ما هو عليه من خذلان وهزيمة لم يعد بمستطاع الشارع العربي استصاغته والقبول به
النظام العربي بوضعه الراهن لم يتمكن من تحقيق أسس السلام العادل ولم يعد بمقدوره من فرض شروط للسلام المنشود وهو حقيقة كما سبق وأن شبهه الأمير القطري حمد بن جاسم بنظام النعاج والانبطاح العربي الذي يقر بالهزيمة والاستسلام والخنوع وهذا هو واقع حال العرب اليوم
إن ذكرى الخامس من حزيران 67 وبعد مرور ٥٦ عاما لاحتلال اسرائيل لما تبقى من فلسطين لم يبقى أمام الفلسطينيين من خيار سوى الاستمرار في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الرافض للإقرار بالحقوق الشرعيه للشعب الفلسطيني وحق تقرير المصير ويرفض الاعتراف بدوله فلسطينيه بحدود الرابع من حزيران 67 وهذا دلاله افتقاد النظام العربي لاستراتجيه تقود لتحرير الأرض العربية والفلسطينية وان لم يكن ذلك اقلها الالتزام بالمبادرة العربيه وتجميد الاتفاقات والتطبيع مع الكيان الاسرائيلي التي اقرتها قمة بيروت واعادت التاكيد عليها قمة جده الاخيره
النظام العربي انقض على لاءات الخرطوم وقبل بالاستسلام والهزيمه بقبوله لاتفاقيات التطبيع المجانيه والانخراط باتفاقات اقتصاديه ودفاعيه مع اسرائيل ، والسؤال هل من صحوة عربيه تعيدنا للاءات الخرطوم الثلاث وتعيد الكرامة العربية والمهابة العربية المفقودة وتوقف التآمر على القضية الفلسطينية وتقود الى وحدة سوريا وتعيد لمصر العروبة موقفها العربي ولاءاتها الثلاث التي اقرها مؤتمر الخرطوم وخطها واقرها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليعود للنظام العربي هيبته وحضوره على الخارطة الاقليميه والدوليه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت