الآن التي جاءت متأخرة ، والآن بعد أن إكتملت المذبحة الجماعية الأكثر بشاعة في قطاع غزة، والآن بعد أن سحق الجميع كياناً وهوية وأمة وقضية، أعلن في الثالث من شهر آب 2024، عن اليوم العالمي للتضامن مع أهلنا في قطاع غزة، ومع الأسرى القابعين في السجون الصهيونية، التضامن مع أرواحنا التي زهقت، وأرواحنا التي تنتظر المقصلة، التضامن مع الأسير الذي يُغتصب ويعذّب ويهدّم ويدمّر في سراديب الموت والعتمة، الآن نستيقظ في الدهشة، والآن تشهق الشهقة والصرخة إما الموت أو الحرية.
في الثالث من آب، الكل إلى الشوارع، الكبير والصغير، الشباب والأطفال والنساء والرايات والقصائد والأغاني والحجارة، الكل إلى الشوارع والساحات والميادين، المساجد والكنائس والأحزاب والمدارس، الكل إلى الشوارع الزفير والشهيق، العمال والفلاحون والطلاب والمواليد واللقاح والماء والدعاء والرجاء، المدينة والقرية والمخيم.
الثالث من آب الكل إلى الشوارع، والكل في الإتجاه الصحيح، إلى الحواجز والمستوطنات، إلى الأبراج والجدران الفاصلة، إلى القدس المحاصرة، الكل في الإتجاه الصحيح، كل يحمل منزله المهدوم والفأس والضريح ، لم تتوقف المجزرة، لم يسترح الموت، فلن نستريح.
في الثالث من آب، لتكن عاصفة من رمال غزة ورفح وجنين، الكل في الأزقة والحارات، دَمنا كله للأسير والشهيد، خطوة إلى الأمام، إقتحام الغبار والركام والجوع والحديد، خطوة إلى الأمام في النيران اللاهبة، والزنازين الموصدة، خطوة إلى الأمام نكسر الجمود والبلادة، ونحفر الجدار، خطوة إلى الأمام، يدور عقرب الشمس، خطوة إلى الأمام، يخفق قلب الأرض، يرتعش الصمت ويطلع الفجر، خطوة إلى الأمام تزهر الشفاه الناشفة.
في الثالث من آب، الكل إلى الشوارع، إذا لم يحركنا الأحياء فليحركنا الأموات الشهداء، فلا بأس أن نبني دولتنا الحرة في السماء، ولا بأس أن نلملم دمنا وعذاباتنا في الهواء، وحدة وطنية إجتماعية في الشوارع، وطن واحد، جسدٌ واحد، إرادة واحدة، رأس مرفوع، فالمشي على أرصفة القدس عبادة.
في الثالث من آب حركوا عقرب الشمس، المكان والزمان وأقفال السجن، الكلام للصمود والمقاومة، الكلام للأكفان والقبور والأشلاء المتطايرة، الكلام لرؤوس الأطفال المهشمّة، الكلام للأسرى المصلوبين في العتمة القاسية، حركوا عقرب الشمس واتركوا اللغة الغامضة، لن يكسو الأرض سوى لحمنا ولحاف جروحنا النازفة.
في الثالث من آب حركوا عقرب الشمس، واعلنوا أننا ولدنا اليوم، تحت القصف والقنابل، وفي زمن الفاشية والهمجية الصهيونية، ولدنا في الخيمة وتحت الأنقاض ونهضنا واقفين، فيا أيها الناس قوموا على حزنكم واتّبعون، إستبصروا، الحرية لا تموت، الشهداء والأسرى والمقعدون، إنهم عائدون عائدون.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت