تقترب المفاوضات بين إسرائيل وحماس من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى، حيث أُنجز 90% من المحادثات، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". ومع ذلك، لا تزال قضايا رئيسية تُعقِّد التوصل إلى اتفاق نهائي، أبرزها إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار العمليات العسكرية حتى القضاء على حكم حماس في غزة.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن إسرائيل قدمت قائمة أولية تضم 34 محتجزًا للإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق، بينهم 11 شخصًا لا تنطبق عليهم معايير حماس. وتتركز المفاوضات على ما يُعرف بـ"القائمة الإنسانية"، التي تعطي الأولوية للإفراج عن المرضى وكبار السن والأطفال، وهو ما تقبله حماس بشرط عدم تضمين الأسماء التي تعتبرها جنودًا إسرائيليين.
في المقابل، ستُفرج إسرائيل عن 250 أسيرًا فلسطينيًا في المرحلة الأولى، دون أن تشمل القائمة أسماء بارزة مثل القيادي مروان البرغوثي، الذي ترفض إسرائيل الإفراج عنه.
وتواجه المفاوضات تحديات سياسية وأمنية مع إصرار إسرائيل على ترحيل بعض الأسرى إلى دول ثالثة، وهو ما تعارضه حماس. كما تطالب حماس بضمانات لإنهاء الحرب بشكل مستدام عقب التوصل إلى الصفقة، بينما تسعى إسرائيل للربط بين الصفقة والقضاء على حماس.
وبحسب موقع "يديعوت أحرونوت"، أثارت تصريحات نتنياهو، التي أكد فيها عدم موافقته على إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس، غضب عائلات المحتجزين الإسرائيليين، الذين يرون أن هذه المواقف تُعقِّد المفاوضات وتؤخر الإفراج عن ذويهم.
وتشمل المفاوضات نقاطًا خلافية إضافية، مثل شروط انسحاب جيش الاحتلال من ممر فيلادلفيا، وإمكانية إنشاء منطقة عازلة بين غزة وإسرائيل، وفتح معبر رفح. وقد أكدت "جيروزاليم بوست" أن الطرفين يناقشان عبر وسطاء الخطوات التدريجية لتنفيذ هذه الشروط.
وأعلنت حماس في بيان لها أمس، أن "احتمال التوصل إلى اتفاق أصبح أقرب من أي وقت مضى إذا توقفت إسرائيل عن فرض شروط جديدة". البيان جاء عقب اجتماع بين وفد حماس وممثلين عن حركة الجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
تأتي هذه التطورات وسط معاناة إنسانية كبيرة في غزة، حيث تنتظر الأطراف الدولية والمحلية حلاً يضع حدًا للأزمة المستمرة، مع تعهد الوسطاء بمواصلة الجهود لتذليل العقبات المتبقية.
